وأشار رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم" العربية المستقلة، الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، إلى أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز قد أعلن أن "المملكة العربية السعودية لا تتدخل في شؤون الآخرين، ومن حقها الدفاع عن نفسها، ونطالب الآخرين بعدم التدخل في شؤوننا".
ولفت رئيس التحرير إلى أنه من المتوقع أن تكون تركيا بوابة دخول هذه القوات إلى الأراضي السورية، وأن الهدف الحقيقي غير المعلن، هو تعزيز ومساندة قوات المعارضة السورية المسلحة في قتالها لإسقاط النظام في دمشق، وتغيير موازين القوى على الأرض، بعد التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش السوري في ريف حلب الشمالي والشرقي وفي محافظة درعا جنوبا بغطاء من الطيران الروسي.
ويرى الكاتب الصحفي أن "السعودية باتت تعيش هذه الأيام حالة من "الهوس" على صعيدين: الأول، تجنب أي هزيمة سياسية أو معنوية في سوريا، والثأر من النظام الحاكم بعد أن استثمرت المليارات وخمس سنوات من الجهود السياسية والعسكرية لإطاحته، والثاني تشكيل تحالفات سياسية وعسكرية "سنية" في مواجهة "المحور الإيراني"، وسوريا أحد أضلاعه الرئيسية، وتوظيف كل ما لديها من قدرات عسكرية ومالية في هذا المضمار، أياً كانت التكاليف المادية والبشرية.
وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي فتح أراضي بلاده ومطاراتها وموانئها لدخول المقاتلين القادمين من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى "داعش" و"جبهة النصرة"، و"الجيش الحر"، وكل فصائل المعارضة الأخرى، يرحب اليوم بدخول القوات السعودية أيضا، أي أنه في المرة الأولى سمح لدخول "داعش" والأسلحة والأموال التي عززتها، والآن يسمح للقوات والجيوش التي تريد القضاء عليها، إنها مفارقة غريبة جدا لا تحدث إلا في تركيا ودول عربية حليفة لها.
وتابع، "اللافت من كل ما تقدم أن العاهل السعودي يؤكد أن بلاده لا تتدخل في شؤون الآخرين وتطالبهم بعدم التدخل في شؤونها، فإذا كان هذا التدخل العسكري الوشيك، وخمس سنوات من دعم المعارضة السورية المسلحة عسكريا وماليا، واستضافة مقرها في مدينة الرياض، وخوض حرب في اليمن ومقتل عشرة آلاف من أبنائه، لا يعتبر تدخلا، فما هو التدخل إذاً؟ أفيدونا… أفادكم الله"./انتهى/
تعليقك